قاسم سليماني، رجل المهمات الايرانية والصعبة وذراع الخميني الضارب في العراق وسوريا ولبنان، منذ ان ذاع صيته وبرز اسمه كان مثير للجدل رغم قلة ظهوره الاعلامي، وعندما يظهر يفسر ظهوره برسائل عسكرية، ارتبط إسم سليماني وفيلق القدس الذي يتولى قيادته في العمليات العسكرية في سوريا والعراق، طرف يدعوها انتصارات وطرف اخر يصفها بالمجازر والابادة بحق المدنيين، كل هذه العوامل جعلت من سليماني وخبر اغتيال قاسم سليماني خبر عربيا وعالميا، ولدي الجميع رغبة في معرفة تفاصيل مقتله .
تفاصيل مقتل قاسم سليماني
قاسم سليماني كان في العراق وهناك تقارير تقول انه كان من سوريا او لبنان، وصل الي العاصمة العراقية بغداد وحطت طائرته في مطار بغداد الدولي، في وقت متأخر من الليل ومعه شخصيات إيرانية ولبنانية قادمة من بيروت عبر سوريا الي العراق، تحركت مركبتان علي طرق المطار تقلان الضيوف والمستقبلين كان بها قيادات من الحشد الشعبي أبرزهم محمد رضا الجابري وحسن عبد الهادي.
قالت وسائل الاعلام العراقية أن المركبتان تعرضت الي ثلاثة صواريخ كاتيوشا بالقرب من صالة الشحن الجوي علي طريق المطار، في المقابل قالت وسائل اعلام امريكية أن الهجوم كان بغارة بطائرات من دون طيار وان القصف أدي الي احتراق المركبتين واصابة عدد من الاشخاص ونشرت صور للمركبتين.
أول القتلى مسؤول هيئة الحشد الشعبي ويدعي محمد رضا الجابري، وهو مدير مكتب أبو مهدي المهندس وزوج ابنة المهندس، وثاني القتلى حسن عبد الهادي، والثالث هو محمد الشيباني، حيث كانوا ذاهبون لاستقبال وفد يتكون من ثلاث ضيوف إيرانيين ولبنانيين وأبرزهم قاسم سليماني .
الخبر الفصل اتي من وزارة الدفاع الامريكية حيث أعلنت “بتوجيه من الرئيس ترامب اتخذ الجيس الامريكي عمليا دفاعيا حاسما بحماية الامريكين في الخارج عبر قتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني المصنف كمنظمة ارهابية بالولايات المتحدة الامريكية الجنرال سليماني وفيلق القدس مسؤولين عن مقتل مئات الأمريكيين ووافق علي الهجوم .
نقل جثمان قاسم سليماني والمهندس وقلتي الهجوم الأمريكي الي مطار المثني، ولم يستطع قادة الحشد الشعبي في بداية الأمر أو أي شخصية سياسية من الوصول الي مطار المثني حيث كان تحليق كثيف للطائرات الأمريكية وطائرات مسيرة والأجواء كانت مرصودة بالكامل من قبل القوات الأمريكية.
سبب اغتيال قاسم سليماني
منذ انطلاق الاحتجاجات العراقية في أكتوبر العام الماضي، كان النظام الإيراني ابرز أعداء المتظاهرين بشعار النازية رسما علي علم ايران والمطالبة لإيران بالتوقف عن التدخل في نظامهم، كان الرد الإيراني ارسال قاسم سليماني، حيث اقر اطلاق النار علي المتظاهرين وسقط العشرات من القتلى ، رد العراقيون بإحراق قنصلية ايران في كربلاء ثم أحرقوا قنصلية النجف ثلاثة مرات، لترتكب مجزرة ضدهم أسفرت عن مقتل العشرات.
انفجرت موجة من الغضب في الشارع العراقي ضد النظام الإيراني، حيث خرج الشعب رفضا لزيادة أسعار الوقود بنسبة وصلت الي ثلاثمئة بالمئة، فقام المتظاهرون بحرق صورة الخميني الذي انفجر غضبا بعد مشاهدة صورته تحرق وأمر رجاله بفعل كل ما يلزم للقضاء علي الاحتجاجات، تم تنفيذ أوامر المرشد وقتل نحو ألف وخمسمئة شخص بينهم أطفال ونساء، شارك في المذبحة الحرس الثوري الي جانب قوات الأمن .
بعد القمع اتهمت ايران أمريكا بتدبير الاحتجاجات وتوعدت بالرد فقامت ميليشيا إيرانية بمهاجمة قاعدة أمريكية في كركوك، وأسفر الهجوم علي مقتل متعاقد أمريكي واصابة عسكريين أمريكيين ومواطنين عراقيين بجروح ، واشنطن ردت علي هذا الهجوم وقامت بقصف قادة الميليشيا الإيرانية المنفذين للهجوم وقتلت 24 من كتائب حزب الله حسب ما أعلنت الصحيفة الأميركية نيويورك تايمز .
وحين وجدت طهران نفسها أمام أزمة تكاد تفقدها زمام السلطة في العراق، لجأت الي الاعتداء علي المنشئات الامريكية لحرف الأنظار عن أصوات العراقيين المنادين بالحرية، فمنذ الثامن والعشرين من أكتوبر نفذت الميليشيات الموالية لإيران وعناصر من الحشد الشعبي وكتائب حزب الله 11 هجوما علي قواعد عسكرية عراقية تضم جنود أو دبلوماسيين أمريكيين، وو[أمر من قاسم سليماني باقتحام المنطقة الخضراء شديدة التحصين من مدخل الجسر المعلق، والتي تعتبر المنطقة الأكثر تحصينا في العراق وتقع في جانب الكرخ علي نهر دجلة، فهي مقر مؤسسات الدولة والسفارات الأجنبية والتي تعد السفارة الأمريكية أكبرها.
وبالزي الرسمي تدفق عناصر من الميليشيات الإيرانية صوب السفارة الامريكية لاقتحامها بأمر من قاسم سليماني وإشراف قادة الميلشيات وشخصيات موالية لإيران أبرزهم فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي ومستشار الأمن الوطني العراقي، وأبو مهدي المهندس زعيم كتائب حزب الله، وأيضا هادي العامري أمين عام منظمة بدر، وقيس الخزعلي زعيم ميليشيا عصائب أهل الحق.
عجزت القوات الأمنية العراقية عن صد هجوم الميليشيات التابعة لإيران علي السفارة الأمريكية في العراق، فقامت القوات الأمريكية بإرسال مئة جندي من قوات المارينز قادمين من الكويت إلي العراق لصد الاعتداء، توعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران بدفع ثمن باهظ إن وقع خسائر بشرية أو مادية في السفارة الأمريكية في بغداد وقال “هذا ليس تحذيرا بل تهديد”، ثم قام الجيش الأمريكي بتوجيه من ترامب بعمل هجومي حاسم وقتل قاسم سليماني .
سيناريو وتوقيت مقتل قاسم سليماني
في الواحدة بعد منتصف الليل يوم الجمعة 3/1/2019 تصل طائرة تقل قاسم سليماني من دمشق الي بغداد كان يستقبله في المطار ابو مهدي المهندس.
بعد الخروج من المطار بلحظات حدثت تفجيرات عنيفة في محيط مطار العاصمة العراقية بغداد تبين انها صواريخ.
في الثانية صباحا تم اغلاق مطار بغداد الدولي وتوقف الملاحة الجوية.
في الثانية وتسع دقائق تحليق مكتف لطياران التحالف الدولي فوق مطار بغداد.
في الرابعة ودقيقتين الاعلان عن مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني ونائب رئيس ميليشيا الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس جراء انفجار سيارتين.
في الخامسة وخمس وعشرين دقيقة الحشد الشعبي يعلن مقتل المهندس و قاسم سليماني بغارة أمريكية.
في الخامسة وسبع وثلاثين دقيقة الحرس الثوري الايراني يؤكد مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس في بغداد .
ردود الفعل بعد مقتل قاسم سليماني
ظهر المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني رمضان شريف علي قناة إيرانية وهو يبكي اثناء الحديث عن مقتل قاسم سليماني، واصدر زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر بيان نعى فيه مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني وقال فيه “الاستكبار العالمي هو استهداف للجهاد والمعارضة والروح الثورية”.
ومن جهة اخري خرج عدد من الأشخاص العراقيين في مظاهرات ومسيرات احتفالا بمقتل قاسم سليماني، وتداول ناشطون أيضا فيديوهات من المناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة السورية المسلحة في محافظة ادلب، احتفي بعض الأشخاص بمقتل سليماني وقامو بتوزيع الحلوي في الشوارع.